أتابع باهتمام وعلى إحدى القنوات المحلية برنامجاً يلقي الضوء على مجموعة من رجال الأعمال واستعراض قصص نجاحهم ومن هم آباؤهم ومشوار كفاحهم عبر مهنة وقطاع ومجال ورحلة من الصبر والمعاناة وتحدي العقبات والمشاكل وتفاصيل الوصول للنجاح العملي والتوسع والانتشار من خلال أجيال العائلة وخصوصا من تابع وتحمل مسؤولية قيادة الإرث ببراعة وريادة وابتكار وأفكار جديدة وحفاظ على وصية الأب والترابط العائلي ومتانة الأخلاق في التعامل وإدارة شؤون المصلحة وتطويرها وتحديثها ورعاية العاملين بروح الأسرة الواحدة.
أنصح بالاطلاع والمتابعة لمثل تلك الحلقات المفيدة وخصوصا من قبل الشباب والتدبر في مسألة المثابرة والتعب الشخصي والصبر والإيمان بفكرة وهدف معينين والعمل والمثابرة بروح الفريق والوفاء والإقدام لتحقيق الأمنيات ولو بعد حين.
أعجبني في مسيرة رجال الأعمال التركيز على حوكمة العمل من خلال مجلس إدارة وهيئة مديرين وبشكل مؤسسي وليس شخصياً وإتاحة المجال لشركاء النجاح للمساهمة في الجهد والاجتهاد والاستشارة والتخصص.
من الحفر في الصخر وسلسلة من التوسع والانتشار داخل الأردن وخارجه، بعيدا عن الأضواء في بداية الأمر ولكن ومع تقدم وسائل الإعلام، التواجد في دائرة الحدث الصناعي والتجاري ومتطلبات الدعاية والتسويق والترويج حسب الأصول.
لعل مساهمة رجال الأعمال سواء من هم تحت الأضواء أو خلف الكواليس وفي المجالات والقطاعات كافة، لها دور مميز في توفير فرص العمل والاستثمار والتوسع في الأعمال وريادتها، ولعل تسليط الضوء على رواد رجال الأعمال مفيد جدا في تتبع النجاح ورفد المجتمع بنماذج قادرة على الانفتاح ومواكبة التطور بشكل جدي ومثمر.
ثمة العديد من قصص النجاح المميزة لرجال الأعمال من الرواد والأجيال الشابة والتي تعكس مسيرة حافلة بالعطاء والمثابرة والدروس والعبر وحكايات من تطور الأردن ونموه في القطاعات كافة والتي يشكل رجال الأعمال عمادها في التنمية الشاملة.
يساهم رجال الأعمال في مسيرة الخير والعمل الإنساني من خلال دعم الجمعيات والأندية والمؤسسات والأفراد في مجال التعليم، الصحة، المعونة داخل الأردن وخارجه، وجهدهم في ذلك بعضه غير معلوم والآخر يشهد له والأمثلة كثيرة في هذا المجال وتثبت أن الخير موجود فينا ومنا بفضل من الله وكرمه في أردننا الحبيب.
أعرج قليلا على البرنامج الذي يتناول مسيرة رجال الأعمال والتركيز على البعد الأسري والأخلاق العامة ومخافة الله مع توافر الهمة والمال والعزم والتصميم والحرص على التواصل الاجتماعي ومعاملة العاملين في المصلحة بروح الفريق الواحد وتلك هي علامات النجاح الأكيد بتوفيق الله أولا والتعب على الذات والتعلم والتحصيل الأكاديمي والمعرفي من ثم ودوماً.
وكذلك الرسائل التي توجه من خلال رجال الأعمال للشباب وخلاصتها: أن لا مستحيل أبدا أمام الطموح والهدف والسعي والتعب والمحاولة المستمرة دون كلل وملل، والتوازن بين العقل والعاطفة في الحياة العملية والخاصة والتفكير بالجديد والمبتكر والاضافة الحقيقية للعمل والريادة في مجال التخصص.
المطلوب بث التفاؤل والايجابية (وخصوصا لدى الشباب) وتلك هي دعائم التقدم والسعي قدما نحو المستقبل؛ لم تكن دروب أي من رجال الأعمال للوصول إلى النجاح سهلة أبدا، بل لقد تخللتها الكثير من المصاعب والعقبات والفرص، وفي نهاية المطاف تم صناعة الحلم وترجمته وتنفيذه إلى حقيقة ومؤسسة وشركة ومصنع ومستشفى ومصلحة ناجحة بكل معنى الكلمة ورفده بفريق يؤمن بالنجاح والتميز.
تحية لمن يعمل من أجل هدفه ورؤيته وقناعته ويخدم بلده وأهله ويقدم بسخاء خلاصة تجربته للعموم ليستفيد منها ويشجع الشباب وأصحاب العقول والقلوب النابضة بالحيوية والأمل والطموح على العطاء والكفاح والمثابرة وصولا للمنى والمبتغى.
